الذكاء الاصطناعي وأثره على الاقتصاد ونموه شأن موضوع على طاولة النقاش والحوار في الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد أن تشبّث الذكاء الاصطناعي بكل مجالات الحياة الإنسانية، قد يهطل وابل التساؤلات حول الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه حقًا في هذا الصدد! باعتقادنا أن مثل هذه الخوارزميات ترتبط فقط بأمور التكنولوجيا، ولا يمكنها التأثير على مختلف المجالات التي نعاصرها، لكن دلالة اتساع النطاق أن العديد من المهام والوظائف قد باتت قيد التهديد في الزوال وإحلال هذه التقنية مكانها، ومن ضمنها المجالات الاقتصادية.

الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي 

بدأ الارتباط يزداد عمقًا بين الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي في الآونة الأخيرة؛ فإن الذكاء الاصطناعي قد توجّه إلى اتباع أساليب مختلفة قائمة على التعامل مع مكتبة ضخمة من البيانات تشير إلى التعلم الآلي، فإن الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية عالميًا ستتأثر بشكلٍ جذري لا محالة، فقد أصبح الإنسان قادرًا على بناء جدار من التوقعات والتنبؤات المستقبلية والمساهمة في اتخاذ القرارات بمختلف أشكالها، وانطلاقًا من ذلك فإن الذكاء الاصطناعي قادر حقًا على رسم حدود جدول أعمال السياسات للدول على الصعيد المحلي والدولي، حيث يصار إلى التوجّه نحو توظيف ودمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل موسع في الاقتصاد، ومن الأمثلة المضروبة على ذلك تداول العملات الرقمية كأقرب مثال، ولكن ليس ذلك فحسب إطلاقًا بل هناك العديد من التقنيات التي تساعد في تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد.

اقرأ أيضًا: التخطيط الاستراتيجي : هل نحن نفكر باستراتيجة صحيحة في حياتنا اليومية ؟

الذكاء الاصطناعي وأثره على الاقتصاد ونموه

الأثر العميق للذكاء الاقتصادي سيبدو واضحًا لا محالة على الاقتصادات سواء على الصعيد الإيجابي أو السلبي؛ وذلك نظرًا لإلزامها في التعامل مع النظم الذكية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لذلك هناك توقعات بنموٍ مهيب لتأثيرها ليتخطى حاجز 15.7 تريليون دولار مع مجيء سنة 2030م، ولم تأتِ هذه التوقعات هباء منثورا؛ بل أنها تبعًا للمعلومات الصادرة عن جراند فيو ريسرتش Grand View Research التي تسلط الضوء على كيفية توظيف النظم الذكية بالمجال، وقد تمكنت الصين من جذب ما يفوق 26% زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بعد توجهها لتحقيق الاندماج بين النظم الذكية والاقتصاد.

من أهم الجوانب التي سيتجلى فيها أثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد ونموه ما يلي:

• وضوح التغيير الملموس على نمط الحياة والعمل؛ فإن إنتاجية العمال ستكون أفضل بنسبة 55% تقريبًا في فترة زمنية تمتد بين 2017 إلى 2030.
• تعرض هيكيلية الأعمال للتغييرات الملموسة، منها تغير نمط الاستهلاك، وارتفاع معدل الاستهلاك بما يؤثر إيجابيًا على تزايد مستويات الناتج المحلي الاقتصادي.
• توسع نطاق الراغبين في التوجّه للتخصصية في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يترتب عليه الجذب الاستثماري الهائل بنسبة عظيمة.
• عدم التوقف عن بناء منشآت ناشئة بالمجال.
• رفع معدل القدرة التنافسية للشركات وجعلها أكثر كفاءة وفاعلية في مجابهة الشركات المنافسة عالميًا.

اقرأ أيضًا: هل استثمر في الذهب او البتكوين او النفط (التداول)؟

قد يهمك أيضًا: الوصف الوظيفي لمحاسب التكاليف وأهم المهام الواجب توفرها

مفهوم اقتصاديات الذكاء الاصطناعي

تجلّى مصطلح اقتصاديات الذكاء الاصطناعي ليكون أنموذجًا يسلط الضوء بالدرجة الأولى على الأفكار الرئيسية التي تقوم عليها وتنتهجها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظفها في مجال الاستثمار، حيث يُنظر إلى التمويلات المخصصة للأبحاث المهتمة في توظيف الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد، إضافة إلى العلاقة بينه وبين الاقتصاد الرقمي باعتباره أداة نجاح مضمونة مستقبلًا؛ تحديدًا بعد القفزة النوعية في تحول مختلف الاقتصاديات العربية من الاعتيادية إلى الرقمية.

بالتالي فإن اقتصاديات الذكاء الاصطناعي تهتم بعمق في الموضع الذي يحقق جل الفائدة على الصعيد الاقتصادي باستخدام أدوات وتقنيات ذكية، من المؤكد أن الرؤية باتت واضحة في التغير الجوهري العميق الطارئ على بيئة الأعمال؛ وذلك تحت تأثير التطور التقني الذي يشهده العالم، حتى لامست جوهر التسويق وخدمة العملاء والتصنيع وغيرها إثر الانخراط بمختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ختامًا، فإن الذكاء الاصطناعي لن يترك نافذة لا يطرقها؛ لذلك يعتبر تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد ونموه من العوامل العميقة جدًا، والتي باتت واضحة المعالم نتيجة التغيير الذي أصبح جذريًا في هيكلة المهام والأعمال وطريقة تنفيذها، وما زال هناك المزيد من المتسع لإحداث تغيير أكثر أيضًا.